سورة طه - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


{كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (100) خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً (101) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (102) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً (104)}
قوله تعالى: {كَذلِكَ} الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف. أي كما قصصنا عليك خبر موسى {كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ 20: 99} قصصا كذلك من أخبار ما قد سبق، ليكون تسلية لك، وليدل على صدقك. {وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً} 20: 99 يعني القرآن. وسمي القرآن ذكرا، لما فيه من الذكر كما سمي الرسول ذكرا، لان الذكر كان ينزل عليه.
وقيل: {آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً 20: 99} أي شرفا، كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ} [الزخرف: 44] أي شرف وتنويه باسمك.
قوله تعالى: {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ} 20: 100 أي القرآن فلم يؤمن به، ولم يعمل بما فيه {فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً} 20: 100 أي إثما عظيما وحملا ثقيلا. {خالِدِينَ فِيهِ} 20: 101 يريد مقيمين فيه، أي في جزائه وجزاؤه جهنم. {وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا} 20: 101 يريد بئس الحمل حملوه يوم القيامة. وقرأ داود ابن رفيع: {فإنه يحمل}. قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} قراءة العامة {يُنْفَخُ} بضم الياء على الفعل المجهول. وقرأ أبو عمرو وابن أبي إسحاق بنون مسمى الفاعل. واستدل أبو عمرو بقوله تعالى: {وَنَحْشُرُ} بنون. وعن ابن هرمز {ينفخ} بفتح الياء أي ينفخ إسرافيل. أبو عياض: {فِي الصُّورِ}. الباقون: {فِي الصُّورِ} وقد تقدم هذا في الأنعام مستوفى وفي كتاب التذكرة. وقرأ طلحة بن مصرف {ويحشر} بضم الياء {المجرمون} رفعا بخلاف المصحف. والباقون {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ 20: 102} أي المشركين. {زُرْقاً} 20: 102 حال من المجرمين، والزرق خلاف الكحل. والعرب تتشاءم بزرق العيون وتذمه، أي تشوه خلقتهم بزرقة عيونهم وسواد وجوههم.
وقال الكلبي والفراء: {زُرْقاً 20: 102} أي عميا.
وقال الأزهري: أي عطاشا قد ازرقت أعينهم من شدة العطش، وقاله الزجاج، قال: لان سواد العين يتغير ويزرق من العطش.
وقيل: إنه الطمع الكاذب إذا تعقبته الخيبة، يقال: ابيضت عيني لطول انتظاري لكذا. وقول خامس: إن المراد بالزرقة شخوص البصر من شدة الخوف، قال الشاعر:
لقد زرقت عيناك يا ابن مكعبر *** كما كل ضبي من اللؤم أزرق
يقال: رجل أزرق العين، والمرأة زرقاء بينة الزرق. والاسم الزرقة. وقد زرقت عينه بالكسر وازرقت عينه ازرقاقا، وازراقت عينه ازريقاقا.
وقال سعيد بن جبير: قيل لابن عباس في قوله: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً 20: 102} وقال في موضع آخر: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا} [الاسراء: 97] فقال: إن ليوم القيامة حالات، فحالة يكونون فيها زرقا، وحالة عميا. {يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ} 20: 103 أصل الخفت في اللغة السكون، ثم قيل لمن خفض صوته خفته. والمعنى يتسارون، قاله مجاهد، أي يقول بعضهم لبعض في الموقف سرا {إِنْ لَبِثْتُمْ} أي ما لبثتم يعني في الدنيا، وقيل: في القبور {إِلَّا عَشْراً} 20: 103 يريد عشر ليال.
وقيل: أراد ما بين النفختين وهو أربعون سنة، يرفع العذاب في تلك المدة عن الكفار.- في قول ابن عباس- فيستقصرون تلك المدة. أو مدة مقامهم في الدنيا لشدة ما يرون من أهوال يوم القيامة، ويخيل إلى أمثلهم أي أعدلهم قولا وأعقلهم وأعلمهم عند نفسه أنهم ما لبثوا إلا يوما واحدا يعني لبثهم في الدنيا، عن قتادة، فالتقدير: إلا مثل يوم.
وقيل: إنهم من شدة هول المطلع نسوا ما كانوا فيه من نعيم الدنيا رأوه كيوم.
وقيل: أراد بيوم لبثهم ما بين النفختين، أو لبثهم في القبور على ما تقدم. {وعشرا} و{يوما} منصوبان بـ {لبثتم}.


{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً (106) لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً (108) يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (109) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (110)}
قوله تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ} 20: 105 أي عن حال الجبال يوم القيامة. {فَقُلْ} فقد جاء هذا بفاء وكل سؤال في القرآن {قل} بغير فاء إلا هذا، لان المعنى إن سألوك عن الجبال فقل، فتضمن الكلام معنى الشرط. وقد علم الله أنهم يسألونه عنها، فأجابهم قبل السؤال، وتلك أسئلة تقدمت سألوا عنها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء الجواب عقب السؤال، فلذلك كان بغير فاء، وهذا سؤال لم يسألوه عنه بعد، فتفهمه. {يَنْسِفُها} 20: 105 يطيرها. {نَسْفاً 20: 97} قال ابن الاعرابي وغيره: يقلعها قلعا من أصولها ثم يصيرها رملا يسيل سيلا، ثم يصيرها كالصوف المنفوش تطيرها الرياح هكذا وهكذا. قال: ولا يكون العهن من الصوف إلا المصبوغ، ثم كالهباء المنثور. {فَيَذَرُها} 20: 106 أي يذر مواضعها {قاعاً صَفْصَفاً} 20: 106 القاع الأرض الملساءبلا نبات ولا بناء، قاله ابن الاعرابي.
وقال الجوهري: والقاع المستوي من الأرض والجمع أقوع وأقواع وقيعان صارت الواو ياء لكسر ما قبلها.
وقال الفراء: القاع مستنقع الماء والصفصف القرعاء. الكلبي: هو الذي لا نبات فيه.
وقيل: المستوي من الأرض كأنه على صف واحد في استوائه، قاله مجاهد. والمعنى واحد في القاع والصفصف، فالقاع الموضع المنكشف، والصفصف المستوي الأملس. وأنشد سيبويه:
وكم دون بيتك من صفصف *** ودكداك رمل وأعقادها
و{قاعاً 20: 106} نصب على الحال والصفصف. {لا تَرى} 20: 107 في موضع الصفة. {فِيها عِوَجاً} 20: 107 قال ابن الاعرابي: العوج التعوج في الفجاج. والأمت النبك.
وقال أبو عمرو: الأمت النباك وهي التلال الصغار واحدها نبك، أي هي أرض مستوية لا انخفاض فيها ولا ارتفاع. تقول: امتلأ فما به أمت، وملأت القربة مليا لا أمت فيه، أي لا استرخاء فيه. والأمت في اللغة المكان المرتفع.
وقال ابن عباس: {عوجا} ميلا. قال: والأمت الأثر مثل الشراك. وعنه أيضا {عِوَجاً} واديا {وَلا أَمْتاً 20: 107} رابية. وعنه أيضا: العوج الانخفاض والأمت الارتفاع وقال قتادة: {عِوَجاً} صدعا. {وَلا أَمْتاً} 20: 107 أي أكمة.
وقال يمان: الأمت الشقوق في الأرض.
وقيل: الأمت أن يغلظ مكان في الفضاء أو الجبل ويدق في مكان، حكاه الصولي. قلت: وهذه الآية تدخل في باب الرقي، ترقى بها الثآليل وهي التي تسمى عندنا {بالبراريق} واحدها {بروقه}، تطلع في الجسد وخاصة في اليد: تأخذ ثلاث أعواد من تبن الشعير، يكون في طرف كل عود عقدة، تمر كل عقدة على الثآليل وتقرأ الآية مرة، ثم تدفن الأعواد في مكان ندي، تعفن وتعفن الثآليل فلا يبقى لها أثر، جربت ذلك في نفسي وفي غيري فوجدته نافعا إن شاء الله تعالى. قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ} 20: 108 يريد إسرافيل عليه السلام إذا نفخ في الصور {لا عِوَجَ لَهُ} 20: 108 أي لا معدل لهم عنه، أي عن دعائه لا يزيغون ولا ينحرفون بل يسرعون إليه ولا يحيدون عنه. وعلى هذا أكثر العلماء.
وقيل: {لا عوج له} أي لدعائه.
وقيل: يتبعون الداعي اتباعا لا عوج له، فالمصدر مضمر، والمعنى: يتبعون صوت الداعي للمحشر، نظيره: {واستمع يوم يناد المنادي من مكان قريب} [ق: 41] الآية. وسيأتي. {وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ} 20: 108 أي ذلت وسكنت، عن ابن عباس قال: لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشع، فكل لسان ساكت هناك للهيبة. {لِلرَّحْمنِ} أي من أجله. {فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً} 20: 108 الهمس الصوت الخفي، قاله مجاهد. عن ابن عباس: الحس الخفي. الحسن وابن جريج: هو صوت وقع الاقدام بعضها على بعض إلى المحشر، ومنه قول الراجز:
وهن يمشين بنا هميسا ***
يعني صوت أخفاف الإبل في سيرها. ويقال للأسد الهموس، لأنه يهمس في الظلمة، أي يطأ وطئا خفيا. قال رؤبة يصف نفسه بالشدة:
ليث يدق الأسد الهموسا *** والاقهبين الفيل والجاموسا
وهمس الطعام، أي مضغه وفوه منضم، قال الراجز:
لقد رأيت عجبا مذ أمسا ***
عجائزا مثل السعالي خمسا ***
يأكلن ما أصنع همسا همسا ***
وقيل: الهمس تحريك الشفة واللسان. وقرأ أبي بن كعب: {فلا ينطقون إلا همسا}. والمعنى متقارب، أي لا يسمع لهم نطق ولا كلام ولا صوت أقدام. وبناء هـ م س أصله الخفاء كيفما تصرف، ومنه الحروف المهموسة، وهي عشرة يجمعها قولك: حثه شخص فسكت وإنما سمي الحرف مهموسا لأنه ضعف الاعتماد من موضعه حتى جرى معه النفس. قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ} 20: 109 {مَنْ} في موضع نصب على الاستثناء الخارج من الأول، أي لا تنفع الشفاعة أحدا إلا شفاعة من أذن له الرحمن. {وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} 20: 109 أي رضي قوله في الشفاعة.
وقيل: المعنى، أي إنما تنفع الشفاعة لمن أذن له الرحمن في أن يشفع له، وكان له قول يرضى. قال ابن عباس: هو قول لا إله إلا الله.
قوله تعالى: {يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} أي من أمر الساعة. {وَما خَلْفَهُمْ} من أمر الدنيا قاله قتادة.
وقيل: يعلم ما يصيرون إليه من ثواب أو عقاب {وَما خَلْفَهُمْ} ما خلفوه وراءهم في الدنيا. ثم قيل: الآية عامة في جميع الخلق.
وقيل: المراد الذين يتبعون الداعي. والحمد لله. قوله تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} 20: 110 الهاء في {بِهِ} لله تعالى، أي أحد لا يحيط به علما، إذ الإحاطة مشعرة بالحد ويتعالى الله عن التحديد.
وقيل: تعود على العلم، أي أحد لا يحيط علما بما يعلمه الله.
وقال الطبري: الضمير في {أَيْدِيهِمْ} و{خَلْفَهُمْ} و{يُحِيطُونَ} يعود على الملائكة، أعلم الله من يعبدها أنها لا تعلم ما بين أيديها وما خلفها.


{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (112)}
قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} 20: 111 أي ذلت وخضعت، قاله ابن الاعرابي وغيره. ومنه قيل للأسير عان. قال أمية بن أبي الصلت:
مليك على عرش السماء مهيمن *** لعزته تعنو الوجوه وتسجد
وقال أيضا:
وعنا له وجهي وخلقي كله *** في الساجدين لوجهه مشكورا
قال الجوهري: عنا يعنو خضع وذل وأعناه غيره، ومنه قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ 20: 111}. ويقال أيضا: عنا فيهم فلان أسيرا، أي قام فيهم على إساره واحتبس. وعناه غيره تعنية حبسه. والعاني الأسير. وقوم عناة ونسوة عوان. وعنت أمور نزلت.
وقال ابن عباس: {عَنَتِ} ذلت.
وقال مجاهد: خشعت. الماوردي: والفرق بين الذل والخشوع- وإن تقارب معناهما- أن الذل أن يكون ذليل النفس، والخشوع أن يتذلل لذي طاعة.
وقال الكلبي {عَنَتِ} أي علمت. عطية العوفي: استسلمت.
وقال طلق ابن حبيب: إنه وضع الجبهة والأنف على الأرض في السجود. النحاس: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ 20: 111} في معناه قولان: أحدهما: أن هذا في الآخرة.
وروى عكرمة عن ابن عباس {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ 20: 111} قال: الركوع والسجود، ومعنى {عَنَتِ} في اللغة القهر والغلبة، ومنه فتحت البلاد عنوة أي غلبة، قال الشاعر:
فما أخذوها عنوة عن مودة *** ولكن ضرب المشرفي استقالها
وقيل: هو من العناء بمعنى التعب، وكنى عن الناس بالوجوه، لان أثار الذل إنما تتبين في الوجه. {لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} 20: 111 وفي القيوم ثلاث تأويلات، أحدها: أنه القائم بتدبير الخلق.
الثاني- أنه القائم على كل نفس بما كسبت.
الثالث- أنه الدائم الذي لا يزول ولا يبيد. وقد مضى في البقرة هذا. {وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} 20: 111 أي خسر من حمل شركا. قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ} 20: 112 لان العمل لا يقبل من غير إيمان. و{مَنْ} في قوله: {مِنَ الصَّالِحاتِ} للتبعيض، أي شيئا من الصالحات.
وقيل: للجنس. {فَلا يَخافُ} 20: 112 قرأ ابن كثير ومجاهد وابن محيصن: {يخف} بالجزم جوابا لقوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ 110}. الباقون {يَخافُ 20: 112} رفعا على الخبر، أي فهو لا يخاف، أو فإنه لا يخاف. {ظُلْماً} أي نقصا لثواب طاعته، ولا زيادة عليه في سيئاته. {وَلا هَضْماً} 20: 112 بالانتقاص من حقه. والهضم النقص والكسر، يقال: هضمت ذلك من حقي أي حططته وتركته. وهذا يهضم الطعام أي ينقص ثقله. وامرأة هضيم الكشح ضامرة البطن. الماوردي: والفرق بين الظلم والهضم أن الظلم المنع من الحق كله، والهضم المنع من بعضه، والهضم ظلم وإن افترقا من وجه، قال المتوكل الليثي:
إن الأذلة واللئام لمعشر *** مولاهم المتهضم المظلوم
قال الجوهري: ورجل هضيم ومهتضم أي مظلوم. وتهضمه أي ظلمه واهتضمه إذا ظلمه وكسر عليه حقه.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11